ردّ النائب البرلماني عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي، على الاتهامات التي وجهها رئيس حركة مجتمع السلم بعد الرزاق مقري له شخصيا ولرئيس جبهة العدالة، الشيخ عبد الله جاب الله.
وكتب عريبي عبر حسابه الخاص في الفايسبوك ردا مطولا، قصف فيه عبد الرزاق مقري بالثقيل كاشفا عن تآمره مع الجنرال توفيق، مؤكدا بأنه يحاول تلطيخ سمعة الشيخ عبد الله جاب الله المعروف “بمواقفه الشرسة والصلبة في مواجهة الطغمة الحاكمة ورفض كل محاولة رخيصة لتلطيخ سمعته عن طريق المسارعة إلى القبول بإغراءاتها ومناصبها وجاهها”
وأشار عريبي إلى اللقاءات التي كانت تتم بين عبد الرزاق مقري وتوفيق بـ “عكس بعض القادة والمنتمين للتيار الإسلامي التي كانت تلهث وتلتقي سرا مع الجنرال توفيق بمكتبه بوزارة الدفاع وغيره من المسؤولين الكبار، وهذا تم بعد مصادرة اختيار الشعب سنة 1992 ومؤامراتهم على الفيس وقيادته وتأليب الرأي العام عليه في الداخل والخارج ظلما وعدوانا وحسدا من عند أنفسهم وكل الدنيا تعلم بذلك ثم هم أيدوا المجلس الاستشاري برئاسة رضا مالك صاحب مقولة على الخوف أن يغير موقعه وبعدها دخل هذا التيار في المجلس الانتقالي وأكل من القصعة التي يأكل منها النظام ثم مشاركتهم في كل الحكومات البوتفليقية بعشرات الوزراء والمديرين المركزيين في الوزارات وغيرها من المناصب والمكاسب على حساب مصالح الشعب في البرلمان وتصويتهم على قوانين جائرة ضد مصالح الشعب”.
ولم يتوقف مقري – وفقا لحسن عريبي- عن ممارساته وتصرفاته تلك إلا مع
سنة 2012، بقوله “انسحبوا تحت قناعة منهم أن الربيع العربي قادم للجزائر وسيركبون موجة التغيير”.
وأكد لعريبي أنه وعكس ما ذكره مقري، اتصالاته بالجنرال توفيق لم تكن باسم الحزب وإنما بإرادته الأحادية “هذا التيار تكلم وذكرني بعض المنتمين إليه من أنني كنت على اتصال بالجنرال توفيق، نعم لم أخفي هذا الاتصال به منذ بداية الوساطة وليس كممثل للحزب أو لرئيسه الشيخ جاب الله بل هي إرادتي الأحادية”.
وأوضح أسباب وظروف لقاءاته بالتوفيق، وبأنها كانت وساطات لإطلاق سراح العديد من المعتقلين السياسيين “فعلا كنت في وساطة من أجل توقيف النزيف الدموي وفك المعانات عن المغبونين في السجون والمعتقلات ولم أخف هذا الاتصال المتعلق بالوساطة مع مدير المخابرات إطلاقا عن الرأي العام الجزائري وأعتبر ذلك تقربا الى الله؛ وصرحت في كل وسائل الإعلام بذلك والحمد لله وساهمت في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بهذه الوساطة واستعنت بعد الله بشخصيات علمية أجنبية تكفلت الدولة بضيافتها من أجل تسهيل المهمة التي كانت شبه المستحيل أن نحقق فيها إنجازا يعود بالخير والأمن والاستقرار للبلاد والعباد”. وأضاف “واسألوا قادة الفيس ومعهم مداني مزراق قائد الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي دخل في هدنة مع الدولة سنة 1997 وبعدها قانون وئام مدني ثم نزل الجيش الإسلامي للإنقاذ من الجبال ووضع سلاحه بيد الدولة؛
وسيجيبونكم بهذه الحقيقة ولم تكن لدي اي علاقة وظيفية أو تآمرية مع توفيق أو غيره من رجالات السلطة، ضد أي كائن في الكون لأنني رجل أعمال وتاجر أبا عن جد والحمد لله لم أقترض ولو دينارا واحدا من البنوك الربوية ولست محتاج لجاه أو سلطان، هذه هي إنجازاتي المتواضعة بتلك الوساطة التي أعلنت عنها منذ بدايتها فما هي إنجازاتكم”.
واعتبر البرلماني حسن عريبي، أن مقري يريد ركوب موجة الحراك الشعبي لتبييض نفسه من الأوحال التي وقع فيها مع المخابرات في فترة الفيس “يا من تريدون ركوب موجة الحراك الشعبي الجزائري اليوم كذبا وزورا وأردتم تبييض أنفسكم من الاوساخ والأوحال التي وقعتم فيها مع المخابرات كعمالة لإلحاق الضرر بإخوانكم في الفيس تحت عنوان التعاون”.
ولوّح لعريبي بإخراج الأدلة والإثباتات “ولدي اثباتات بالحجة والبرهان أنكم وبكذبكم تنطبق عليكم تلك المقولة رمتني بدائها وانسلت”
وذّكر لعريبي بالرفض المتكرر للشيخ عبد الله جاب الله لقاء الجنرال توفيق، الذي لكان يلح على لقائه سنة 1995 ” في احدى لقاءات الوساطة سنة 1995 طلب الجنرال توفيق شخصيا من الشيخ جاب الله أن يزوره ولما أبلغت الشيخ بذلك تغير وجهه كالسواد ورفض ولم يقبل أن يلتقي بتوفيق”. وعن سبب الرفض يقول النائب لعريبي”لأنه في نظره شارك في الانقلاب مع خالد نزار ضد إرادة الشعب ومسؤول عن تلك الدماء التي تسيل وقال بالحرف الواحد أنا لا يمكن أن ألتقي مع مدير المخابرات وهو متورط في الانقلاب وكررها توفيق وكان الرفض من جديد”.
وعرّج على مواقف الشيخ عبد الله جاب الله الرافضة للانقلاب الذي حدث سنة 1992 موضحا “فلا يزال موقف الشيخ الرافض للانقلاب المندد به الرافض لجميع الخيارات غير الشرعية التي جاءت من بعده شاهدة عليه، ولم يكن ذلك محض رفض بالبيانات والخطابة والمؤتمرات بل عرض على الشيخ زمن اليمين زروال عدد المناصب في المجالس الانتقالية أو سمها الانقلابية فرفضها رفضا قاطعا جليا، واستمر موقف الشيخ على هذا زمن البوتفليقية إذ أبت عليه نفسه الأبية قبول كل المساومات سواء من بوتفليقة أو خصومه من المسؤولين داخل دواليب الحكم الذين يشاركونه الفساد ورفض أن يكون لعبة لهذا أو ذلك، وأذكر هنا أن مسؤولين كان يشار إليهم بالبنان وكان الكثير يتمنى مجرد رؤيتهم أو مصافحتهم عن كثب عرضوا على الشيخ عن طريق وسطاء لقاءه بهم فرفض وأكد أن جميع ما سيقوله أو يناقشه معهم هو ما ينشره للعام والخاص وليس هناك ما يقوله لهم على انفراد في الدهاليز والأقبية”.
علي. ص