انتقد راوول ديدييه العلاج الذي طوره مخبر جيلاد –remdesivir – Gilead– والذي زكّته منظمة الصحة العالمية، على أنه فعّال لعلاج كوفيد 19، وقال “إنّ هذا تحد كبير وسابقة في تاريخ البحث في مجال الدواء، فلأول مرة يتم نشر دراسة عليمة دون مقارنتها مع دراسة سابقة لها، فلم تتم مقارنة هذه الدراسة أو هذا الدواء مع أية دراسة أخرى، إضافة إلى أن نسبة التسمم كبيرة و60 بالمائة من الآثار الجانبية، أي لا يمكن استعماله سوى على حالات كوفيد 19 الخطيرة وكما هو معلوم فإن الحالات الخطيرة تكون قد تخلصت من الفيروس”.
رأي البروفسور راوول، بالنسبة لعامة الناس، مؤسس على مبدأ علمي وبحثي يهدف إلى احترام المناهج العلمية، وهو الأصل.
إلاّ أن تميّز مخبر “جيلاد Gilead” المستوطن بولاية كاليفورنيا الأمريكية في تطوير وتصنيع “المضادات الفيروسية” لا سيما أدوية فقدان المناعة المكتسبة “السيدا” والتهاب الكبد الفيروسي نوع “ج” والمعروف لدى أهل الاختصاص أنه من أصل “إسرائيلي”، سيفسّر لنا الكثير لمعرفة أسباب نشر الدراسة بهذه الطريقة المخالفة لأعراف الدراسات العلمية وسرعة تزكية منظمة الصحة العالمية له بالرغم من درجة التسمم المرتفعة والآثار الجانبية التي يسببها للمرضى.
سمعة هذا المخبر “الأمريكي” الموطن و”الإسرائيلي” الأصل “الأنانية والمنفعية البحتة”، تفسّر بصورة أوضح انفراده بتزكية منظمة الصحة العالمية لنشر دراسته “غير العلمية المعايير” في مجلة علمية وأيضا تصنيع دواء تتجاوز مخاطره وأضراره على صحة الإنسان، منافعه.
فقد سبق وأن رفع أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي تقارير عن هذا المخبر “الأمريكي الإسرائيلي” ينددون فيها وخلاصتها أن “هذا المخبر لا يهمه وصول علاجه لعدد أكبر من المرضى بقدر ما يهمّه ما يجنيه من وراء تسويقه، فمبادئه تجارية وفقط”، ومع ذلك يواصل هذا المخبر الذي حقق سنة 2019 رقم أعمال يقارب 23 مليون دولار، في تصدر قائمة المخابر الأكثر مبيعا للمضادات الفيروسية في الولايات المتحدة.
فالأمر، اليوم وبعيدا عن التفسيرات العلمية التي يقدمها راوول ديدييه لرفضه استعمال دواء “جيلاد” في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد العالمي، أصبح قضية سياسية عالمية تحمي فيها منظمة الصحة العالمية المصالح الاقتصادية للمخابر “الأمريكية الإسرائيلية” وتنعشها في ظل أزمة اقتصادية ألقت بظلالها على العالم على حساب صحة سكان المعمورة.
ثرية. م