ترفض 7 عائلات من سكان “الثكنة بالزغارة” المهددون بالطرد إلى الشارع، إخلاء المكان ويهددون بالانتحار الجماعي باستعمال قارورات الغاز، احتجاجا على إقصائهم من السكنات الاجتماعية خلال عملية الترحيل الأخيرة بالرغم من أنهم يشغلون المكان منذ سنة 1974.
ووقف “السفير برودكاست” على معاناة السكان الذين تلقوا أمس آخر إشعار بإخلاء المكان والذي حدد تاريخه بنهار اليوم، وهو ما ترفضه العائلات السبع (7) المقصية والتي تؤكد أنّها لم تستفد من قبل وإنّ من حقها الترحيل كبقية الجيران، وكما أوضحت إحدى القاطنات إن حجة أنّ هناك من يحمل نفس الاسم العائلي لزوجها قد استفادوا من الترحيل في عمليات ترحيل سابقة ليس منطقيا بما أن زوجها شخصيا لم يستفد ويتم إقصائه في كل مرّة.
إن الثكنة التي يقطنها السكان بحي الزعارة ببلدية بولوغين، لا تصلح حتى كأوكار لإيواء الحيوانات، فغالبيتها لا تتعدى مساحتها 16 متر مربع فيما تقل عنه بكثير لدى آخرين ناهيك عن الظلام الدامس والروائح الكريهة والحشرات التي تتربص بالمواليد الجدد والرضع، كما يصعب الولوج إليها.
وأكدوا في تصريحاتهم لـ “السفير برودكاست” بأنهم قاموا بالطعن في قرار البلدية لكن في كل مرة يقصى نفس الأشخاص من الترحيل، بالرغم من أنهم يقطنون بلدية بولوغين منذ 1974.
فيما ناشدت إحدى الجدات، نائب وزير الدفاع، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق قايد صالح التدخل لدى السلطات المعنية من ولاية الجزائر وبلدية بولوغين مخاطبة إيّاه “يا القايد صالح، يا بابانا (والدنا)، نرجوك أن تتدخل لحماية أبنائك من الطرد إلى الشارع ونحن مقبلين على شهر رمضان”.
ومن جانبه قال ابنها “ألسنا جزائريين؟ إذا كانت السلطات المحلية الجزائرية ترمي بأبنائها إلى الشارع فنحن نطالب بنزع الجنسية الجزائرية عنّا وتجريدنا منها”.
وأضافت إحدى القاطنات “هل يعقل أنه يوجد في 2019 جزائريين يعيشون في كهوف في قلب العاصمة؟” ليواصل زوجها “كلما توّجهنا إلى السلطات لترجيهم أخذ بعين الاعتبار الطعون التي قدمناها، يقوم كل مسؤول برمي الكرة في ملعب الآخر ولا يتفقون على قرار موّحد بشأن ترحيلنا، بينما تجدهم على كلمة واحدة وقرار واحد عندما يتعلق الأمر بطردنا وأبنائنا إلى الشارع”.
خلال تواجدنا اليوم بثكنة زغارة، لنقل معاناتهم، وصل أفراد من قسم شرطة “سيمينار” إلى المكان، للإشراف على عملية تنفيذ قرار الطرد، فطلب منا السكان التوقف عن البث المباشر الذي كنا نقوم به موّضحين بأن زملاء صحافيين قد تعرضوا لبعض المضايقات – على حدّ قولهم- خلال هذا الأسبوع، ما اضطرهم لمرافقتنا إلى خارج “ثكنة الزغارة” وكأننا إحدى القاطنات حتى لا يتمّ استجوابنا –وفقهم- من قبل أعوان الشرطة.
فريدة. ق