رفع عشرات الرماة والممارسين للرماية تخصص “سهم وقوس” بمختلف ولايات الوطن شعار “لازم تتسقم” منددين بالتهميش والإهمال الذي عرفه هذا التخصص بالذات على مستوى الفيدرالية الجزائرية للرماية الرياضية، على عكس التخصصات الأخرى التي تحظى بالعناية الكاملة في حين يعاني هذا تخصص الرماية سهم وقوس من عدة نقائص من حيث التكوين والتأطير والتربص و الدعم والتحفيز، ما وضع هذا التخصص الذي يلقى إقبالا من طرف عديد الشبان وعشاق القوس تحت مقصلة التراجع.
وهو ما تؤكده عودة الفريق الوطني كل مرة من منافسات وبطولات دولية ورغم براعة وتميز رماته دونما تتويجات ولا ألقاب ترفع الراية الوطنية عاليا في هذا التخصص ، أو مكتفيا ببعض الميداليات التي لا ترقى لمستوى تطلعات الرماة الذين يتسمون في الأصل بالحماسة والرغبة في تحقيق الصدارة، وحسب بعض الرماة المنتمين للفريق الوطني وبعض الفرق الولائية فقد توجهت جل اهتمامات الفدرالية بالرماية على الأطباق أو الرماية ببندقية “الهواء المضغوط” في حين همش تخصصهم، ما دفع بهم إلى الانتفاض ضد هذا الوضع المتراجع سواء من حيث التسيير أو التأطير ليطالبوا وزارة الشباب والرياضة بالتدخل من اجل فصل التخصص عن الفيدرالية المذكورة واستحداث فيدرالية خاصة به، كما غزت شعارات “لازم تتسقم” التي رفعها رماة من مختلف ولايات الوطن وكذا نواد راقية معروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بالتغيير وإعادة الاعتبار لهذا التخصص المنسي رغم أهميته.
وفي ذات السياق أكد اللاعب “أيوب رحلاوي” رامي في تشكيلة الفريق الوطني ومدرب فريق الوثبة الرياضي للرماية “سهم وقوس” لـ “السفير برودكاست” أن تخصص الرماية سهم وقوس قد عاد إلى الواجهة بفضل أحلام خيرة شباب وشابات الجزائر ممن عشقوا رياضة أوصانا بها الرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن أن حب وشغف القوس والسهم هو من جمع شتات الرماة عبر التراب الوطني بعد أن كانت هذه الرياضة أو هذا التخصص بالذات مغيبا نهائيا عن الساحة الرياضية، ما جعل من قرار وزارة الشبيبة والرياضة بمنح الاستقلال الكلي للرماية الرياضية تخصص “سهم و قوس” عن الفدرالية الجزائرية للرماية الرياضية أمرا ملحا لابد من التسريع في تطبيقه خاصة وأن حال هذا التخصص يسير من سيء إلى أسوء.
كما أكد رئيس النادي الرياضي الوثبة بباتنة “عقبة بوعلاق” أنه حان الوقت لتنفرد الرماية سهم وقوس بفيدرالية خاصة بها تحسن تسيير هذه الرياضة النبيلة وتعيد لها أمجادها وهذا لن يتأتى إلا إذا توحدت المساعي واجتمعت على قرار واحد وهو الاستقلال على غرار معظم الدول العربية والغربية التي أفردت لهذا التخصص فدرالية خاصة تعنى بكل ما يتعلق به من حيث العتاد والدعم المادي والمعنوي إلى جانب مستوى التأطير والتكوين، فمصر، تونس والمغرب سجلت حضورها القوي في مختلف المنافسات بفضل هذا الاهتمام الذي خصت به الرماية تخصص سهم وقوس والذي ينعدم عندنا وبسببه نحن نشهد اغتيال مواهب ومهارات مميزة تدريجيا وبصمت، هذه الكفاءات التي لو أحسنت الفدرالية تأطيرها و متابعتها لحازت ألقابا عالمية شرفت بها الراية الوطنية .
سهى رشيد