تطرق رئيس الجمهورية في حوار أجراه مع جريدة “لوبنيون” الفرنسية إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية والوضع في مالي وليبيا والساحل الإفريقي وكذا وضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة في الجزائر.
وبخصوص الشأن المالي والإفريقي أبدى رئيس الجمهورية توجسا من أن يكون ما يجري في مالي هو بداية لما أسماه “الربيع الإفريقي”، كما شدد على ضرورة تنظيم انتخابات في ليبيا من أجل إحلال السلام وإعادة بناء مؤسسات هذا البلد.
ولدى تطرقه للعلاقات الجزائرية الفرنسية عبّر عبد المجيد تبون بأنه “يثق في الرئيس الفرنسي ماكرون ومنطقه وطريقته في رؤية الأشياء”.
وعن الحراك الشعبي الجزائري والاعتقالات في صفوف الناشطين والصحفيين ووضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة أكدّ تبون أن “الاعتقالات لا تتم أبدا على أساس الأفكار أو الشعارات أو المعارضة والحراك المبارك، وضع حدا لكوميديا وتهريج العهدة الخامسة”.
صرّح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في لقاء مع “لوبينيون” الفرنسية أن جل الزمة في مالي سيكون 90 بالمائة جزائري، “فالحل في الاتفاقيات بالجزائر العاصمة، فالأطراف المتخاصمة في مالي اجتمعت في الجزائر العاصمة، وقبلوا بالمقترحات المقدمة لحل هذه القضية واستئناف التكامل الحقيقي بين الشمال والجنوب”.
وأوضح بأن “الأزمة في مالي ثلاثية، أزمة سياسية، اقتصادية واجتماعية شديدة ومشكلة أخرى ظهرت وهي التفرع بين الشمال والجنوب”.
وعن العلاقات الجزائرية الفرنسية كشف عبد المجيد تبون “نتفق في الكثير من المواضيع مع الرئيس الفرنسي ماكرون بالرغم من وجود بعض الملفات التي تكبحنا من حين لآخر”. وأضاف “فيما يتعلق بعلاقتنا الثنائية، فقد قطعنا شوطا كبيرا فيها”.
وأكدّ مشددا على عدم وجود أي طموح توسعي للجزائر “ليس لدينا طموح جيوسياسي أو اقتصادي سوى إنقاذ الدول الشقيقة”، وواصل مسترسلا “ربما تكون الرؤية مختلفة لكن الهدف يبقى واحد، وهو تحقيق الاستقرار في مالي ومساعدتها في القضاء على الإرهاب”.
وفي هذا السياق، ذكّر بالموقف الجزائري الصريح من القضية الليبية ومساعي الجزائر لإيجاد حلّ سلمي وسياسي من خلال تنظيم انتخابات مهما كانت الصعوبات للعودة إلى الشرعية الشعبية. وقال في هذا الخصوص”سيستغرق الأمر وقتًا، ربما ثلاث أو أربع سنوات، لكن مرت 9 سنوات منذ أن عرضت الدول المهتمة بالشأن الليبي حلولا صغيرة لم تقدم شيئا ولن تقدم شيئا على الإطلاق”.
وحول الحراك الشعبي الجزائري ووضعية حقوق الإنسان والاعتقالات في صفوف الناشطين والصحفيين، قال عبد المجيد تبون للصحفية الفرنسية “لوبينيون” إنه”لم يتم أبدا اعتقال صحفيين لأجل مهنتهم، منذ أن كنت وزيرا كنت دائما أكرس احتراما كبيرا للصحافة، ولم أحدث أي فرق بين الصحافة العامة والخاصة”. وكشف أن هدف الدولة، هو حماية النظام العام، وإنها تتدخل فقط في حالة وجود انتهاك لحق المواطن في الصفاء والحياة السلمية.
وصرح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الحراك المبارك، وضع حدا لكوميديا وتهريج العهدة الخامسة. حيث أن “الرئيس تبون إن الشعب خرج يوم 22 فيفري إلى الشارع بعد أن ضاق ذرعا من ممارسات النظام السابق. “أنا أعكف على إحداث تغيير جذري في الحكم على المستوى الوطني والجهوي والمحلي..نحن في الطريق الصحيح لاستعادة ثقة الجزائريين في حكومتهم ومسؤوليهم ورئيس جمهوريتهم”.
شهيناز. ب