تناول رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في لقائه بممثلي الصحافة الوطنية العمومية والخاصة، أمس الأربعاء، أبرز القضايا الوطنية والدولية التي تثير اهتمام الجزائريين بداية بالمشاورات واللقاءات مع الشخصيات الوطنية بخصوص تعديل الدستور، ومراجعة بعض ما جاء به قانون المالية من جبايات جديدة، ورفع القدرة الشرائية للمواطن.
حيث أكد عبد المجيد تبون مواصلته استقبال الشخصيات الوطنية والأخذ برأيها ومقترحاتها بخصوص الدستور، كاشفا عن إمكانية تنقله إلى منزل الرئيس السابق اليمين زروال لأن رأيه مهم جدا. وبعد اقتراح الدستور للشعب سنحترم رأيه في كلتا الحالتين سواء قبل به أو رفضه.
أما في الجانب الاقتصادي فرّكز رئيس الجمهورية على طمأنة الجزائريين بمراجعة الجباية التي حملها قانون مالية 2020 وهذا في غضون 6 أشهر على أقصى تقدير، مبرزا دور الإعفاء من الضريبة على الدخل والتحكم في أسعار السوق بالنسبة للسلع الأساسية في رفع القدرة المعيشية للمواطن وتحسين مستواها.
وبخصوص مطلب الشعب باسترداد الأموال المنهوبة من قبل العصابة الموجودة بالسجن، فقال “أنا أنتظر الضوء الأخضر من العدالة باسترداد الأموال الموجودة بالخارج”.
وشدد تبون في تصريحه للصحافة على ضرورة تقليص الاستيراد “غير المجدي” بمعنى أن الاستيراد يجب أن يكون مكملا للإنتاج الوطني وليس لحرمان المواطنين.
وضمن استراتيجية تنمية المنتوج الوطني ودعمه، كشف ريس الجمهورية عن إمكانية إعطائه تعليمات وأوامر للبنوك لتديم سلفيات تصل إلى 90 بالمائية للمستثمرين في تنمية المنتوج المحلي، وقد يذهب دعم الدولة إلى درجة تقديم تسهيلات في العقار الصناعي. حيث قال “الاستيراد قتل الإنتاج الوطني في الجزائر وطموحنا بناء اقتصاد يخلق الثروة”.
وأضاف في هذا الصدد أن يمدّ يده لجميع المقاولين الشباب الراغبين في المساهمة في خلق الثروة وأنه طلب مساعدة العالمين الجزائريين المتواجدين بالمهجر حبة ومليكشي اللذان عبرا عن استعدادهما لمرافقة المؤسسات الناشئة وتكوين الإطارات الشابة. مستفيضا في دور هاته المؤسسات الناشئة في إنقاذ الاقتصاد الوطني وخلق مناصب شغل والثروة على المدى القريب والمتوسط مقارنة بالصناعات الثقيلة.
وكشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن البلاد بحاجة إلى رفع مداخيلها الجباية من قطاعات أخرى خارج المحروقات والتي تقدر حاليا بـ 63 بالمائة، وفي حال تراجع إنتاج الجزائر للبترول قد تلجأ إلى اتخاذ قرار استغلال الغاز الصخري إذا ما كان ذلك سينقذ البلاد من كارثة اقتصادية.
وتطرق تبون إلى تطهير قطاع التربية من جميع ما قد يسيء إلى نوعية التحصيل التربوي للتلاميذ، رافضا أن يستعمل الأساتذة التلاميذ كرهينة للضغط بها وتحقيق مطالبهم الاجتماعية أو أن يتم إدخال الإيديولوجيا في المنظومة التربوية الابتدائية التي يجب أن ترتكز على تكريس غرس قيم المواطنة لدى الناشئة.
وفي سياق آخر، جدد تبون التأكيد على تحرير الإعلام والصحافة ضمن نسق يحترم قوانين الجمهورية وأخلاقيات المهنية.
أما فيما يتعلق بالدبلوماسية الجزائرية وسعيها إلى استرداد دورها إقليميا ودوليا، قال رئيس الجمهورية “إن الجزائر ليست محمية لفرنسا ولا لغيرها وهي دولة كاملة السيادة”، موّضحا أن الجزائر وضمن مشاركتها في قمة برلين حول ليبيا، أنها تحوز على ثقة جميع أطراف الأزمة وسيكون لها دور كبير في الوساطة.
شهيناز. ب