في حوار حصري خص به فرانس 24 عشية عيد الاستقلال، لم يستبعد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إمكانية استدعاء الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة للمحاكمة.وأجزم أن العدالة عبرت عن موقفها بخصوص محاكمة الرئيس السابق، مؤكدا كذلك بأنه لم يدعم بتاتا العهدة الخامسة لبوتفليقة.
وأكد تبون أن العلاقات الجزائرية الفرنسية ماضية نحو انفراج في ملف الماضي الاستعماري وحل مشاكل الذاكرة. وقال “مع الرئيس ماكرون، نستطيع أن نذهب بعيدا في التهدئة وفي حل المشاكل المتعلقة بالذاكرة. إنه رجل نزيه ويسعى إلى تهدئة الوضع. يريد أن يخدم بلاده فرنسا ولكن في نفس الوقت السماح لعلاقتنا أن تعود إلى مستواها الطبيعي. علاقات بين بلدين مستقلين وبين بلدين سياديين. أعتقد أن الرئيس ماكرون صادق في كل ما يقوله. وهو رجل نظيف تاريخيا”.
كما رحب الرئيس تبون في هذا الحوار الذي أجراه عشية الاحتفال بالذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال، بعودة جماجم مقاومين جزائريين قتلوا خلال حقبة الاستعمار الفرنسي، متمنيا أن تقوم فرنسا “بخطوات مماثلة في المستقبل”،معتبرا أن فرنسا بهذه الخطوة، قد قدمت ” نصف اعتذاراتها” عن الجرائم التي ارتكبتها خلال هذه الفترة، متمنيا في الوقت نفسه أن “تواصل على نفس المنهج وتقدم كامل اعتذاراتها”.
وكشف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن إمكانية إطلاق سراح معتقلين آخرين من الحراك الشعبي، مشيرا أن “الوقت قد حان من أجل المرور إلى مرحلة الحوار الهادئ والبناء”. وأبدى رغبته في تنظيم استفتاء شعبي للمصادقة على دستور جديد للبلاد “ينهي النظام الرئاسي” بين سبتمبر أو أكتوبر.
وعلى الصعيد الدولي وفي الملف الليبي، تبون إلى أن ليبيا تتواجد اليوم في وضع مماثل لما يحدث في سوريا بسبب تعدد التدخلات الأجنبية. فيما حذر من أن حمل القبائل الليبية بدورها للسلاح، قد يحول ليبيا إلى “صومال” جديد وينعكس سلبا على أمن كل المنطقة.
وبشأن العلاقات الجزائرية المغربية، أكد تبون أنه بعد التصعيد اللفظي، نشهد تصعيدا أخطر إثر بناء المغرب لقاعدة عسكرية قرب الحدود الجزائرية. لكنه رفض أن يؤكد أو ينفي ما إذا كانت الجزائر هي الأخرى بصدد بناء قاعدة أو قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب.
وأضاف أن الجزائر ليس لديها أي مشكل مع شعب المغربي الشقيق ولا مع ملك المغرب، وأنه على المملكة أن تغير تصرفاتها إزاء الجزائر، مؤكدا أنه مستعد لقبول أي مبادرة للحوار يطلقها الرباط.
علي. ص