أضحت بعض القنوات الخاصة ووسائل الإعلام خاصة في هذا الشهر الفضيل ساحة للفجور بإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والتشهير الواضح للفسق!!
ويا للمفارقة العجيبة!! تحررت بعض هذه القنوات الخاصة والدكاكين الإعلامية في شهر العبادات والطاعات بالذات من ميزان الشرع وخضعت لميزان الهوى وتنازلت عن ضوابط الدين وأحكام العقيدة وقوانين الوضع العرف والتقاليد. ورهنت الأخلاق في سوق النخاسة وانخرطت في تشجيع والتحريض على الفواحش والدعوة إليها. وأصبحت منبرا للتطرف اللاأخلاقي في ظل عجز الرجل الأول على القطاع عمار بلحيمر على كبح جماحها ووقف فسادها وتصحيح مسارها وتقويم عملها وتيهانه هو الآخر في أغوار وثنايا دائرة وزارية ملغمة من جهة وهذيان الوزير المستشار لدى الرئاسة بلعيد محند أوسعيد الذي أعطى صورة وردية وحالمة لإعلامنا لدرجة أنه نعت مساحة التعبير الأحسن في العالم العربي والمنطقة من جهة أخرى.
لقد أبانت بعض قنوات ووسائل الإعلام الخاصة أن هدفها هو كسر بورصة القيم في المجتمع وهدم البيوت وتدمير الفضيلة ومحاربة الفطرة السليمة وإشاعة العهر وتمزيق الأسرة الجزائرية وتوسيع دائرة الإجرام، والمرافعة مع سبق الإصرار والترصد للجريمة في صفوف شبابنا وانخرطت بلا حياء ولا حشمة في الترويج ولتحويل المرأة الجزائرية إلى سلعة ومادة للبيع والمتاجرة. وسقطت في دائرة الإسفاف والخلاعة وارتمت في أحضان الدعارة المقننة من حيت تدري أو لا تدري وتحولت إلى منبر للمساس بالكرامة الإنسانية للمستضعفين والكادحين ووقعت بذلك أسيرة الرداءة اختيارا وليس اضطرارا ومصدرا أصيلا لضرب العلاقات الاجتماعية الآدمية.
لقد عمدت بعض وسائل الإعلام والقنوات الخاصة تعزيز مساحة الزندقة والمجون والعري وقلة الأدب والحياء على حساب جانب التقوى في نفسية المواطن الجزائري، ومعولا لهدم الفكر السوي لأفراد الشعب وخنجرا في خاصرة الأمة الجزائرية دون أن ننسى أن أئمة الشر في هذه القنوات الخاصة وأبالسة الإعلام الخاص هم أنفسم من كانوا حملة حطب تردي الأوضاع السياسية في البلاد وقساوسة الفتنة وغربان خطاب الكراهية بين أبناء الشعب الواحد والسوط المسلط على ظهر الجزائريين وأعداء الانعتاق من القهر والطغيان والاستبداد وكانوا رهبان انجرار الجزائر للوراء.
إن هذا الانزلاق الأخلاقي والفلتان الإعلامي الذي تقوده بعض القنوات التلفزيونية على مرأى ومسمع من السلطات العمومية، هي حالة غير سوية ومختلة ومرضية في مجتمع جزائري متأصل وأصيل ومحافظ رغم الشوائب والسلوكيات المشينة التي تظهر هنا أو هناك، لكن رفضه للردة الأخلاقية والمساس بمقاصد الشريعة وأحكام الدين الحنيف واستنكاره لأي محاولة من الإعلام الفلتان جعله مسلوب القدسية والقيمة والإرادة مستغلين حالة الفراغ الروحي والبطالة والإحباط وغياب الأمل والشك والعجز لحقنه بحقنة الدياثة والعهر والمتاعة ضد كل ما هو متصل بالقيم والمبادئ والعادات والتقاليد والموروث التاريخي والثقافي في هذا الوطن وربطه بالرذائل والجرائم ظاهرة للعيان ومحاولين عبثا إنتاج جيل ” أنا وراجلي”، والتي كانت صفعة وردّ قاسم للظهر ورسالة تحذير واضحة الأسطر من المجتمع لكل بارونات مافيا وسفهاء الإعلام الفاجر والمنفلت لأي محاولة لوضع الجزائريين كفئران تجارب لمؤامرة تهديم معبد الفضيلة والأخلاق والقفز على سماحة العقيدة ورسالة الدين ورحابة العرف، على رأس أبنائه حاضرا أو مستقبلا بمسلمات الأمة تحت يافطة الكاميرا المخفية أو عمل فني مبتذل أو مشرع سياسي يحمل أجندات تفكيك النسيج الاجتماعي للبلاد من الداخل.
وصدق الصادق الصدوق “يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر. “
حكيم ستوان
مدير النشر ومالك الجريدة الإلكترونية السفير برودكاست