نددت الأمانة الوطنية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بتدخل المؤسسة العسكرية والجيش في الحياة السياسية، موّضحا بأن “رفض هيئة الأركان العامة النأي بنفسها عن اللعبة السياسية التي تهيمن عليها صراعات الأجنحة، لإعادة السيادة للشعب، يعرّض المؤسسة التي تقودها لكل أنواع الانحرافات”.
وأضاف في ذات الشأن “في دولة القانون، تبقى جميع القرارات، بما فيها قرار اللجوء إلى استخدام القوة، من اختصاص القادة المنتخبين ديمقراطيا، أي المسؤولين أمام الشعب”.
وقيّم حزب بلعباس خيار “السلطة المعزولة” بـ “الخاطئ” حيث كانت نتيجته أنها “خسرت في كل الرهانات”.
واستنكر الأرسيدي الوضع العام للبلاد بالتضييق على الحريات واستغلال تعليق المظاهرات الشعبية بسبب الوباء، للتكثيف من ملاحقة المناضلين السياسيين ونشطاء الحراك.
وقال بيان الأرسيدي الصادر عقب اجتماع أمانته الوطنية، اليوم، بأن “سلطة الأمر الواقع فشلت في استراتيجيتها الرامية إلى التغطية على عملية إعادة بناء النظام بخارطة طريق للخروج من الأزمة”، وبأن هذا الأمر “حقيقة لا جدال فيها”.
وخلصت أمانة الأرسيدي بأن “النهج القمعي المعلن عنه صراحة والمطبّق كل يوم، أبطل مفعول عمليات استقطاب بعض الوجوه العائدة، التي يقوم بها بوليس سياسية فقد كل مصداقيته بسبب الفساد المستشري الذي لم يسلم منه سوى عدد قليل جدًا من إطارات النظام وزبائنه”.
وكان من نتائج ذلك، يضيف البيان، أن “حفزت مثل هذه التصرفات غير المسؤولة أكثر فأكثر المواطنين والمناضلين السياسيين في المضي قدما لوضع حد لنظام سياسي لا يكترث بمصير الأمة ولا بوحدتها”.
ويرى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن “الخلاص يكمن في التعبئة السلمية من أجل رحيل النظام حتى يستعيد الجزائريون والجزائريات سيادتهم كاملة، وحتى يتمكنوا من العيش بحرية وبناء بلدهم وحفظ ديمومته”.
وهذا “طالما أنّه لم يكن هناك خيار انتحاري للقمع الدموي، فإن حل أزمة الشرعية يستدعي حتماً ممارسة السيادة الشعبية من خلال مسار تأسيسي سيّد تقوده هيئات انتقالية ذات مصداقية”.
وحذر الحزب في بيانه من انفجار البطالة وانخفاضا مرعبا للقدرة الشرائية لفئات واسعة من السكان. متابعا “وفي هذا السياق، فإن الخطابات التنويمية التي أكل منها الدهر وشرب والعنتريات الخارجة عن نطاقها، وتوظيف جهاز القضاء وأيضا تطبيق سياسة “فرّق تسد” لا يمكنها بالتأكيد إنقاذ نظام تلفظه الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري، لكن الأسوأ من ذلك أنّها تشكل خطراً على وجود الدولة”.
وأضاف البيان “لا يمكن للانفجار الاجتماعي الذي يبدو أن دُهاة سلطة الأمر الواقع منشغلين بها، أن تكون منحصرة في المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي يتعين تسويتها. فلا يسعها سوى أن تؤجج وتعجّل من الحاجة إلى رحيل النظام في عقول عدد كبير من المواطنين”.
وفي الأخير، ترحم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يندد ويترحم على روح الشاب أيوب آغ آجي الذي اغتيل أثناء المظاهرة السلمية التي جرت في تين زواتين احتجاجا على الظروف المعيشية المزرية لسكان المنطقة والكثير من المناطق في الجنوب الكبير.
علي. ص