أثار تقديم رئيس الجمهورية المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة استقالته ليلة أمس الكثير من ردود الفعل الداخلية والخارجية وسط دوامة من التساؤلات والتخوف من “مرحلة ما بعد بوتفليقة” بكل ما حملته الساعات الأخيرة في تاريخ الجزائر من تطورات سياسية هامة من تعيينات ومحاسبات أمام العدالة لرجال المال الفاسدين أو مثلما سماهم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق القايد صالح وقبله الشعب الجزائري بـ “العصابة”.
وبين معتبر لاستقالة الرئيس عاملا مساعدا على المرور السلس نحو الجمهورية الثانية، وبين رافض لبدوي ولحكومته التي تم تعيينها والتي ستبقى تزاول مهامها إلى حين انتخاب رئيس جمهورية جديد، وبين رافض لتولي عبد القادر بن صالح أمور البلاد خلال هاته المرحلة باعتباره أحد أهم الشخصيات المحسوبة على النظام القديم والمرفوضة شعبيا، وبين كل هذا وذاك استفاق الجزائريون أمام الأمر الواقع وها هي المرحلة الانتقالية تنطلق من 3 أفريل للدخول في عهد ينشدون فيه الديمقراطية ومحاسبة كل من سوّلت له نفسه يوما الاعتداء على أملاك الدولة والشعب، وبناء مؤسسات قوية.
باريس تبارك وواشنطن تؤكد سيادة الشعب في إدارة المرحلة الانتقالية
ومن أولى ردود الفعل الدولية التي أثارتها استقالة الرئيس المنتهية عهدته، عبد العزيز بوتفليقة، بيان الخارجية الفرنسية الذي وصف الاستقالة بـ “اللحظة التاريخية”. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا تثق في قدرة الجزائريين على مواصلة الانتقال الديمقراطي بطريقة هادئة ومسؤولة.
فيما علّقت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو في مؤتمر صحافي، بالقول “الشعب الجزائري هو من يقرر كيفية إدارة هذه الفترة الانتقالية”.
غديري: الشعب الجزائري 10/10 …كنت عظيما وزدت عظمة
دقائق فقط بعد اعلان الاستقالة الرسمية، نشر الجنرال المتقاعد علي غديري عبر صفحته في الفايسبوك تغريدة عنونها بـ ” الشعب الجزائري 10/10 …كنت عظيما وزدت عظمة”. وقال فيها “سيبقى هذا الشعب يعطي دروسا في المقاومة والتحضر لكل من شكك فيه شكرا أحفاد العربي بن مهيدي… كل نساء العالم ينجبن أطفال إلا الجزائريات يلدن أبطال”.
غول: استقالة بوتفليقة هي المخرج الدستوري السليم
وفي اجتماع طارئ للمكتب السياسي لحزب تجمع أمل الجزائر، اعتبر عمار غول استقالة بوتفليقة خطوة هامة والمخرج الدستوري السليم.
وذّكر البيان بمجهودات الرئيس وتضحياته التي قدمها خدمة للأمة والوطن، مع تثمينه لتمسك الجيش الوطني الشعبي بتطبيق الدستور وتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق نحو المجهول.
كما دعا تاج جميع الأطراف المعنية من حراك شعبي ومؤسسات وهيئات وطبقة سياسية ومجتمع مدني إلى العمل على تسهيل تجسيد المقترحات التي بادرت بها قيادة الجيش من خلال المواد 7 و8 و102 من الدستوري”.
كما دعا تاج أيضا إلى “اعتماد الحوار كأسلوب حضاري للتواصل وبناء مساحات تقارب لتعزيز المسار الديمقراطي والمساهمة في بناء الجديدة لمواكبة تطلعات وطموحات الشعب الجزائري”.
بلعيد: استقالة الرئيس جنبت الجزائر وشعبها خطر الانزلاق
اعتبرت جبهة المستقبل استقالة رئيس الجمهورية المنتهية عهدته، قرارا من شأنه تسهيل عملية الرجوع إلى المسار الدستوري الشرعي، وتجنيب الجزائر وشعبها خطر أي انزلاق.
وأشاد رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، في بيان أصدره المكتب الوطني للحزب منذ دقائق، بالمواقف الصادرة عن الجيش الشعبي الوطني بصفته مؤسسة دستورية، جمهورية، جاءت معبرة عن مطالب وطموحات وآمال الشعب الجزائري، وحامية لأحكام الدستور ولقيم الجمهورية.
وعن رهانات المرحلة القادمة، مرحلة ما بعد بوتفليقة، أكد عبد العزيز بلعيد مشاركة حزبه جبهة المستقبل، مشاركة فعالة في المسار الدستوري الذي تم بعثه وتجنده قيادة ومناضلين، على السهر على التطبيق الصارم لكل بنود الدستور بما في ذلك ممارسة الشعب لصلاحياته السيادية كمصدر للسلطة والحرص على وضع الآليات الضامنة لحماية خياراته.
طارق. ج