نصح مسؤول طبي جزائري رفيع المستوى بمستشفى فرنسي في اتصال هاتفي مع “السفير برودكاست” رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، عبد المجيد تبون، بالإسراع فورا لإعلان حضر التجول وإقراره عبر كافة تراب الجمهورية من أجل مجابهة انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وكشف المصدر الطبي الجزائري العامل في القطاع الصحي الفرنسي بأن لجوء حكومة عبد العزيز جراد إلى نقل المصابين أو المشبوهين بداء كورونا إلى الفنادق والمعارض ليس حلا وإنما خطأ فادحا باعتبار أن تخصيص الحجر الصحي لمرضى فيروس كورونا داخل المؤسسات الفندقية سيزيد من تفاقم الوضع واتساع رقعة انتشار الوباء، لا سيما وأن الفنادق تحوي عمال وموظفين وتتواجد داخل التجمعات السكنية بقلب البلاد وهو ما يسهل الاحتكاك وانتقال العدوى للأصحاء وذويهم في منازلهم فيما بعد.
وحث المسؤول الطبي الجزائري المهاجر بباريس السلطات العليا للبلاد وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على إنشاء جسر طبي يتم بموجبه تحويل ونقل جميع المرضى والمصابين بفيروس كورونا إلى مناطق معزولة كبوقزول وجنوب وصحراء الوطن، يتم إنشاء فيها مراكز إيواء واستقبال. وتخضع مسؤولية تسييرها وصلاحية إدارتها إلى مؤسسة الجيش الشعبي الوطني بالتنسيق والتعاون مع السلطات الطبية المدنية مع تحويل جميع الأغلفة المالية للوزارات مثل الثقافة والتكوين والسياحة إلى هاته المراكز الخاصة بالإيواء والاستقبال المخصصة لمعالجة ومحاصرة هذا الفيروس القاتل الذي يهدد ديمومة الشعب والدولة على حد سواء.
وأضاف هذا المسؤول الطبي الجزائري المغترب في العاصمة الفرنسية بأن على السلطات الجزائرية أن لا تعتمد على التجربة الفرنسية في قضية الحجر الصحي، لأن طبيعة المجتمع الجزائري وتركيبته البشرية ونظام العيش تختلف عن نظيره الفرنسي لأن المواطن الفرنسي قد ينجح الحجر الصحي على مستواه باعتبار أن كل الأبناء مستقلون عن أوليائهم وكل فرد يعيش لنفسه وبيته الخاص وكل شاب يبلغ 18 سنة يخرج يؤسس بيت خاص به لوحده بعيدا عن أسرته وبالتالي فرص نجاح الحجر الصحي ناجعة وناجحة والاختلاط والاتصال مع الأسرة والآخرين معدومة، بخلاف الجزائري الذي يعيش وسط أزمة السكن وبين أفراد عائلته الكبيرة العدد وهو ما يعدم شروط نجاح الحجر الصحي الذي يقوم أساسا على عزل المريض عن عالمه الخارجي.
وأكد نفس المصدر الطبي لـ “السفير” بأن خريطة الطريق هذه، هي الأنسب والأنجح ليس فقط لمحاربة كورونا وإنما أيضا لتفادي انهيار المنظومة الصحية الجزائرية ككل، وهو ما يشكل مصيبة المصائب. كما تعتبر إقامة الحجر الصحي بالمناطق المعزولة كجبهة دفاع متقدمة عن المستشفيات بعد أن نعهد لهذه الأخيرة فقط معالجة والاحتفاظ بالحالات الخطرة والمستعصية والمرضى المتقدمين بالمساس بداء كورونا، أما أي مريض أو تسجيل جديد للفيروس أو تشخيص حديث لأي مواطن بالوباء يتم تحويله مباشرة إلى مراكز الإيواء في بوقزول أو الصحراء التي تقوم بدور حجر صحي والتي تبقى هي الحل الأنسب والأنجع لمكافحة كورونا ووقف رقعة انتشار الفيروس ببلادنا وتفادي الأسوء لا قدر الله، وتكون مدة الحجر الصحي في مراكز الإيواء والاستقبال بين 14 يوما وشهر.
واستنباط تجارب الآخرين خاصة دول البحر الأبيض المتوسط واعتمادها كقدوة ومثال يقتدى به في حين هي تختلف عن الحالة الجزائرية طبيا ومجتمعاتيا ونفسيا وثقافيا.
حكيم ستوان